يتناقض الرجل مع نفسه وأعني بعض الرجال وليس جميعهم فمنهم من يريد المرأة أو الفتاة ان تبقى ناعمة ومستسلمة وذليلة ومُستقبلة لتعليمات ومزاج الرجل الذكر . وهو ما يظنون ان المجتمع الشرقي قد منحه هذا التميز وفي التفكير الشعبي والعامي القديم كنا نطلق على الفتاة التي تتصرف كالأولاد بانها حسن صبي للدلالة على تصرفاتها الخشنة والجادة وحين كبرنا ، صار هذا التفكير يتعارض مع طبيعة نظرتنا الرومانسية للمرأة التي لا بد ان تكون ناعمة و رقيقة والى حد ما مستكينة .
لكن علماء الاجتماع ومنهم الباحث الأمريكي ستيف هارفي الذي أصدر كتابا وضع له عنوانا قد يبدو صادما للمرأة ، او للرجل او لكليهما معا وهو تصرفي كامرأة وفكري كرجل . ولكن ، هل المطلوب من المرأة أي امرأة أن تتصرف كأُنثى وتفكر كرجل ، والسؤال ، هل تفكير الرجل دائما سليم ، وما الفرق بين تفكير الرجل و تفكير المرأة,ان هذه المقولة تسيء للمرأة وتنتقص من قيمتها فالحكمة ليست دائما رجولية ولا ترتبط بذكورية معينة. الا اذا كان المقصود ان المرأة عادة ما يكون سلوكها ناتجا عن تفكير قاصر .
واعتبر ان وراء القول رجل شديد العداء للمرأة نعم ، هناك انطباعات ان سلوك وتصرفات المرأة عامة ناتجة عن ضعفها وانوثتها وهي سلاح ذو حدين.أعرف نساء يمتلكن من الحكمة والجدية ما لا يتوفر لدى كثير من الرجال ،ان المقصود ان ترتقي المرأة في تصرفاتها الى مستوى افضل واكثر جدية وبخاصة بالنسبة للمواضيع ذات الصلة بمشاعرهم كالحب والزواج والطلاق وغيرها من المواضيع الانسانية وقد ينجرف الرجل في الزواج من المرأة الضعيفة التي يسهل طيها بين جنبات حائط المنزل والتي لا تعارض أوامره ، والتي تصلح لأن يرضي بها غروره ويشعر بأنه رجل له الكلمة العليا، إلا أنه يحترم الجريئة ويقدر قوية الشخصية.
والدليل اعتراف أكثر من 90% من الرجال بأنهم قد يستغلون المرأة الطيبة والضعيفة ولكنهم يحبون ويحترمون المرأة الجريئة. هذا ما أكدته دراسة أمريكية حديثة وأشارت إلى أن الرجال ينفرون من المستفزة التي تكسب العداء منذ لقائها الأول ، ويفضلون المرأة السلسة القوية الناعمة ، والحازمة ، والطيبة غير الساذجة ، والتي لا تسمح لأحد أن يلعب بمشاعرها أو يستغلها لأنها تعرف ماذا تريد فإذا كانت المرأة الطيبة تعطي بلا مقابل عند أول كلمة حب، فالمرأة القوية تعطي أو تمنع دائما في الوقت المناسب وبقدر ما تأخذ ، ورغم أن البعض يفضلونها زوجة ، إلا أن الكثيرين يرفضون الارتباط بها خاصة إذا كانت ذا مركز مرموق في عملها.باختصار يعتبرون قوة شخصيتها تحديا لرجولتهم.والدليل ملموس في ارتفاع نسبة العنوسة الواضحة بين صفوف الذكيات المتعلمات المرموقات في العمل ، فكلما زادت الشهادات المعلقة على الحائط كلما قل عدد الخاطبين الذين يدقون الباب.
أما المرأة الواثقة من نفسها فحظها أوفر مع الرجال، لأنهم يعشقون ثقتها في نفسها، فهي لن تفتح عليهم أبواب جهنم بسبب غيرتها، أو عدم ثقتها في حبهم وخبراء الصحة النفسية يؤكدون أن الرجل المتزوج من امرأة تتمتع بقدر كبير من الثقة بالنفس قد ظفر براحة البال وتخلص مبكرا من سخافات المشاكل النسائية التافهة الواثقة من نفسها أيضا لا تفرض نفسها على رجل قط ، بل هو الذي يجب أن يسعى وراء رغبته في الزواج بها كثيرا ، لذا لا يشعر الرجل بأنه تورط في الارتباط بها .كما إنها لا تطارد زوجها بالاتصالات الهاتفية للتأكد من صدقه إذا تأخر قليلا عن موعد وصوله إلى المنزل ، أو إذا ارتبط بسهرة مع أصدقائه ولأنها امرأة غامضة لا يستطيع الرجل التنبؤ بتصرفاتها ، فيعشق هو التجديد المستمر في حياته معها.